ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻛﻌﺎﻟﻢ ﻓﺬ، ﻏﺰﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻗﻮﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﺳﺎﻃﻊ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺳﺎﻣﻴﺔ، ﻭﺃﺫﻭﺍﻕ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ
.
.
" ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻭ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺷﺘﻰ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭ ﺃﺫﻭﺍﻗﻪ ﻭ ﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭ ﺷﻤﺎﺋﻠﻪ ﻭ ﺃﺷﻐﺎﻟﻪ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻴﺪﻝ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻳﻨﺸﺮﺡ ﻛﻞ ﺻﺪﺭ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺒﻮﺃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ " .
1 ﻭﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ، ﻧﺴﻠﻂ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ـ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ـ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ .
.
.
ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ :...
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ " ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﻪ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺤﻠﻴﺎً ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﺖ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺔ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺷﻜﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﻭ ﺻﻌﺐ ﻓﻬﻢ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻮﺣﺶ ﻭﻭﺿﻊ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭ ﺭﺩﺩ ﻗﻮﻟﻪ : ﻳﺎ ﻣﻌﻠﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻬﻤﻨﻲ " .
2 ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ : " ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﻬﺎﻟﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺘﻪ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺗﻮﺟﻬﻪ " ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ " ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻘﻒ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰّ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺸﺮﺡ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﻳﻨﺠﻠﻲ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﺷﻜﻞ " .
ﻭﻻ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻭﺻﺨﺐ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻳﻘﻮﻝ : " ﻭ ﺃﻛﻮﻥ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻻ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﻝ ﻣﻄﻠﻮﺑﻲ " .
3 . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺫﻭﻕ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﻭﺍﻟﺨﻠﻮﺓ، ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ " ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻪ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﺑﺮﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺿﺎﺭﻋﺎً ﺇﻟﻴﻪ، ﻣﻮﺍﻇﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻜﺮﺭﺍً ﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪﺍﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺗﺮﺗﻌﺪ ﻓﺮﺍﺋﺼﻪ ﻭﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻴﻞ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ " .
4 " ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺟﺪﺍً ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﻏﺪﻭﺗﻲ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺃﺗﻐﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺪﻭﺓ ﺳﻘﻄﺖ ﻗﻮﺍﻱ " .
5 ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ " ﻟﻪ ﺃﻭﺭﺍﺩ ﻭ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﻳﺪﻣﻨﻬﺎ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﺟﻤﻌﻴﺔ " .
.6 ﺯﻫﺪﻩ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﻪ :
ﻭﻣﻊ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎً ﻫﺎﺿﻤﺎً ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﻜﺮﺍً ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ " ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻟﻲ ﺷﻲﺀ ﻭﻻ ﻣﻨﻲ ﺷﻲﺀ ﻭﻻ ﻓﻲّ ﺷﻲﺀ " ﻭﺍﻥ ﻣﺪﺣﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻗﺎﻝ " ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﺟﺪﺩ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻭﻣﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻼﻣﺎ ﺟﻴﺪﺍً " .
.. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﺪ :
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻜﺪﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻜﺪﻱ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻭ ﺟﺪﻱ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ " ﺳﻤﻌﺖ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ – ﻗﺪﺱ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻭﺣﻪ – ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺣﻘﺎً ، ﻭﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻀﻼً ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﺎﺗﺐ ﻭﻻ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻳﻀﺎﺭﺏ " .
7 . ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺯﺍﻫﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻘﺒﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﻌﺎﺻﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻟﻲ " ﻭ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻪ" .
8 .ﻭ ﺭُﻭِﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ : " ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻃﺎﻋﻮﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝٍ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻛﻠﻬﻢ : " ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻣﻠﻜﻚ ﻭ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻐﻞ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻠﺴﺎً " .
9
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭﺭﺛﻪ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ " ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺟﻮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺨﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺜﻞ ".
10 ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻘﻨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻤﻘﻨﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﻮﻣﺔ ﻭ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺮﺙ ﻓﻴﻬﺐ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﺟﻤﻌﻪ ﻭﻳﻀﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﻟﻴﻬﺒﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﻔﻈﻪ ﺇﻻ ﻟﻴﺬﻫﺒﻪ .
11 ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ " ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻧﺰﻉ ﺑﻌﺾ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ."
ﺳﻼﻣﺔ ﺻﺪﺭﻩ :
ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺩﻭﻩ ﻭﺃﻟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ " ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻷﻋﺪﺍﺋﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻧﻌﻴﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﺣﺪ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺇﻳﺬﺍﺋﻪ ﻭ ﻋﺪﺍﺋﻪ ﻓﺰﺟﺮﻧﻲ ﻭ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻨﻲ ﻭ ﻗﺮﺃ
{ ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭ ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ 12}
، ﻭﺫﻫﺐ ﻟﺴﺎﻋﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ﻓﻌﺰﻯ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻧﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ ﻭﻧﺎﺋﺒﺎً ﻋﻨﻪ ﺃﺳﺎﻋﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺇﻛﺮﺍﻡ ﺑﻌﺚ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻓﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ .
13 . ﺃﻧﺴﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻪ :
ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻣﻨﺸﺮﺡ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ( ﻗﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺒﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻔﺮﺣﻮﺍ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ) .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﻣﺮﺓ : " ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺟﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺟﻨﺔ ﺍﻵﺧﺮﺓ
14" ، ﻭﻗﺎﻝ " ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﺑﻲ ؟ ﺇﻥ ﺟﻨﺘﻲ ﻭﺑﺴﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﺃﻧّﻰ ﺭﺣﺖ ﻓﻬﻲ ﻣﻌﻲ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻨﻲ .15" ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ " ﺯﺭﺗﻪ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻭ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻄﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺑﻪ .16"
ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ : ( ( ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻋﻦ ﻧﻌﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭ ﻣﻨﻦ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻭ ﺁﻻﺀ ﺟﺴﻴﻤﺔ، ﻧﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻧﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ، ﻭ ﻧِﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﻭ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﻭ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ ﺟﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺪﺍﺩ ) ) ، ﻭﻗﺎﻝ : ( ( ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﻭ ﻻ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻝ ) )
ﻭ ﻗﺎﻝ ( ( ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﺎ - ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻓﻲ ﻧﻌﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭ ﻣﻨﻦ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻭ ﺁﻻﺀ ﻣﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ﻭ ﺃﻳﺎﺩٍ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺨﻄﺮ ﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﺒﺎﻝ ﻭ ﻻ ﺗﺪﻭﺭ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻝ ) )
ﺧﺎﺗﻤﺔ :
ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ،ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ " ﻭﺃﺧﻴﻒ ﻓﻲ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺎﺭﻩ ﻭﺟﻤﻊ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ " .17 ﻓﻼ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻗﺪﺭﻩ، ﻭ ﻳﻨﺰﻟﻮﻧﻪ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ، ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﺎﺑﺪ ﺯﺍﻫﺪ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻭﺟﺰﺍﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
1 ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﺹ 75 .
2 ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ﺹ 6 .
3 ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ﺹ 145 .
4 ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ﺹ 156.
5 ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﻓﻲ ﺹ . 36
6 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ . 18
7 ﺗﻬﺬﻳﺐ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﺹ . 496
8 ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﻓﻲ ﺹ . 65
9 ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ﺹ 65 .
10 ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ﺹ 146 .
11 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ 158 .
12 ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 156 .
13 ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﺹ 496 .
14 ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﻓﻲ ﺹ 36 .
15 ﺍﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻠﻬﻔﺎﻥ .
16 ﺍﻟﻮﺍﺑﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺹ 66 .
17 ﺟﻼﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺹ 7