ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﺒﺔ، ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺫِﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ، ﻧﻨﻘﻞ ﻟﻜﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ - ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﺠﺮﺍﻩ ) ، ﻭﺳﻨﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺭ، ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻪ ."
ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ، ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺰﺣﻮﻥ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﺍﺟﻌﺘﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : " ﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻘﺼﺪ ﺗﻼﻭﺓ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ، ﻧﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ، ﺇﺫﻥ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻘﺘﺒﺴﻮﻥ، ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺮﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ : " ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺗﺤﺮﻳﻤﻪ ﻭﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻜﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻪ " ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺣﺮﻣﻮﻩ ﺟﻤﻠﺔً، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪ !
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﺎﺑﻊ، ﺃﻭﺩ ﺇﻋﻼﻣﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺣﻨﺎﻑ ﺗﺸﺪﺩﻭﺍ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺘﻰ ﻛﻔﺮ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﻬﺎﺋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻤﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ !
ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ، ﻭﺍﻷﺣﻨﺎﻑ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﺍﻗﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ، ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺷﺎﻓﻌﻲ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺎﻩ؟ ﻗﺎﻝ : " ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ : ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻭﻣﺒﺎﺡ ﻭﻣﺮﺩﻭﺩ - ﺃﻱ : ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺡ - ، ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﻭﺍﻟﻌﻬﻮﺩ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﻨﻲ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻋﻤﺎﻟﻪ ﺇﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺇﻳﺎﺑﻬﻢ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ، ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺰﻝ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ."
ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻛﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺷﻜﻮﻯ ﺑﺤﻖ ﺃﺣﺪ ﺭﻋﻴﺘﻪ : " ﺇﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺇﻳﺎﺑﻬﻢ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ " ، ﺃﻱ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺇﻟﻲ ﻓﺄﺣﺎﺳﺒﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ : " ﻓﻼﻥ ﻻ ﻳُﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻫﻢ ﻳُﺴﺄﻟﻮﻥ " ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻣﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ : " ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺰﻝ " ، ﻻﺣﻈﻮﺍ : ﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﺎﻵﻳﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﺍﺿﺢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺰﻝ، ﺃﻱ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺗﺎﻓﻪٍ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ، ﻗﺎﻝ : " ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ."
ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺇﻣﺎﻡ ﻋُﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﺆﻟﻔَﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻦ، ﻭﻟﻨﺎ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ .
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ / ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻳﺎﺩ ﻗﻨﻴﺒﻲ .