ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗَﺎﻝَ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻟِﺒِﻠَﺎﻝٍ ﻋِﻨْﺪَ ﺻَﻠَﺎﺓِ ﺍﻟْﻐَﺪَﺍﺓِ : « ﻳَﺎ ﺑِﻠَﺎﻝُ ﺣَﺪِّﺛْﻨِﻲ ﺑِﺄَﺭْﺟَﻰ ﻋَﻤَﻞٍ ﻋَﻤِﻠْﺘَﻪُ ﻋِﻨْﺪَﻙَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ ﻣَﻨْﻔَﻌَﺔً، ﻓَﺈِﻧِّﻲ ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﺍﻟﻠَّﻴْﻠَﺔَ ﺧَﺸْﻒَ ﻧَﻌْﻠَﻴْﻚَ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻱَّ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ » ، ﻗَﺎﻝَ ﺑِﻠَﺎﻝٌ : " ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠْﺖُ ﻋَﻤَﻠًﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ ﺃَﺭْﺟَﻰ ﻋِﻨْﺪِﻱ ﻣَﻨْﻔَﻌَﺔً ﻣِﻦْ ﺃَﻧِّﻲ ﻟَﺎ ﺃَﺗَﻄَﻬَّﺮُ ﻃُﻬُﻮﺭًﺍ ﺗَﺎﻣًّﺎ ﻓِﻲ ﺳَﺎﻋَﺔٍ ﻣِﻦْ ﻟَﻴْﻞٍ ﻭَﻟَﺎ ﻧَﻬَﺎﺭٍ، ﺇِﻟَّﺎ ﺻَﻠَّﻴْﺖُ ﺑِﺬَﻟِﻚَ ﺍﻟﻄُّﻬُﻮﺭِ ﻣَﺎ ﻛَﺘَﺐَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟِﻲ ﺃَﻥْ ﺃُﺻَﻠِّﻲَ " ( ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ) .
ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﺒﺮﺓ ﺧﻔﻴﺔ، ﻭﻣﻌﻴﺎﺭ ﺃﻛﻴﺪ ﻟﻀﺒﻂ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻟﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺴﺪﺩ ﺳﻌﻴﻪ :
ﻛﻠﻤﺘﺎﻥ : ﺃﺭْﺟَﻰ ﻋﻨﺪﻱ
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ، ﻭﺃﺳﺒﻮﻋﻨﺎ، ﻭﺷﻬﺮﻧﺎ، ﻭﻋﺎﻣﻨﺎ؛ ﻟﻜﻦ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺃﻳﻬﺎ ﻧﺮﺟﻮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﻣﺎﻟﻨﺎ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﻴﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻧﺘﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ؟ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ( ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺟﻮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ؟ ) ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻐﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻴﻦ، ﻭﺗﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻚ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎﺀ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺮﺑﺖَّ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻤﺎ ﺳﺘﺮﺟﻮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺗﻮﻓّﺎﻙ ﺍﻵﻥ، ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺪﻫﺸﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﺃﻧﻚ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺷﻐﻼ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺮﺟﻮ ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﺎ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﺣﻘﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻨﻪ ﻏﺎﻓﻞ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻛﻔﺎﻳﺔ .
ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﺪﺭ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ، ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ – ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺨﺘﺎﺭﻩ - ﻭﻗﺘﺎ ﻟﻺﺗﻴﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ :
ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺨﻄﻔﻬﺎ ﺧﻄﻔﺎ ﺑﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺳﺘﺔ ﻭﻗﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ " ﻻ ﻭﻗﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ " ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﺍﻟﺒﺮ ﺑﺎﻷﻫﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻨﺼﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﻭﻗﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻟﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ، ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﺮﻫﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻣﺘﺤﻨﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﻣﺘﺤﻨﻬﻢ ﺑﻚ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻚ ﻣﻌﻬﻢ ﻫﻲ ﺃﺻﺪﻕ ﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻃﺒﻌﻚ .
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ " ﻧﺴﺘﻘﻄﻊ " ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻨﺎ " ﺍﻟﺜﻤﻴﻦ " ، ﻭﻣﺎ ﻧﺴﺘﻘﻄﻌﻪ ﻻ ﻧﻜﺎﺩ ﻧﺤﻀﺮ ﻓﻴﻪ ﺫﻫﻨﺎ ﻭﻻ ﻗﻠﺒﺎ .
ﺃﻭﺭﺍﺩ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .
ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ .
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺣﻘﺎ، ﻭﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻪ ﺣﻘﺎ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﺣﻘﺎ؛ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻱ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﻛﻞ ﻃﻠﺐ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﻭﺇﻏﺎﺛﺔ ﻣﻠﻬﻮﻑ ﻭﺗﻔﺮﻳﺞ ﻣﻜﺮﻭﺏ؛ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺴﺒﻪ .
ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﻈﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﺟﻮﻩ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ؛ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻚ ﻭﺃﻳﺎﻣﻚ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺮﺑﺎ ﺃﻭ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻟﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟ ﻭﻋﻤﺮﻙ ﻭﻭﻗﺘﻚ؟
ﻓﻴﻢ ﺗﻨﻔﻘﻬﻢ ﻭﻷﻱ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﻨﻔﻘﻬﻢ؟
ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻐﺮﻕ ﻓﻴﻪ ... ﺍﻟﻘﺒﺮ؟ !
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺟﻮﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ؟
ﺃﺳﻬﻞ ﻣﺎ ﺗﻬﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﻐﻤﺎﺱ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ، ﻭﺗﻌﻘﻴﺪ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻓﺮﺽ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻧﺠﺎﺡ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻷﺑﺪﻱ، ﻭﺷﺤﻦ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻃﻨﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ، ﺛﻢ ﻫﺰ ﺍﻟﻜﺘﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﺳﺘﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺟﻬﺪﺍ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺟﺎﺩّﺓ .
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺨﺸﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ؛ ﻭﻧﻔﺰﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ؛ ﻭﻧﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺑﻼ ﻋَﻨﺎﻥ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺘﻔﻌﻠﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﺛﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﺎ ﺍﺧﺘﺮﺕ؛ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ " ﻧﻠﺘﺰﻡ " ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﻤﺎ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎ، ﺑﻞ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺨﺘﺎﺭَ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﻧﺘﺤﻤﻞ ﻛﻠﻔﺘﻬﺎ، ﻭﻧﺘﻠﺬﺫَ ﺑﺜﻤﺎﺭ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﺠﻠﺒﻬﺎ ﺑﻘﻄﺮﺓ ﻋﺮﻕ ﻭﺍﺣﺪﺓ .
ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﺛﻢ ﻧﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺁﺧﺮﺗﻨﺎ، ﺛﻢ ﻧﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻧﺸﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ (!!!)
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻄﻤﺌﻨﻨﺎ ﺍﻟﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻊ؛ ﻭﻳﺨﺪﺭ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﻱّ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺒﻊ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ؛ ﻭﻧﻨﻔﻖ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺃﻋﻤﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ، ﻷﻧﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﻳﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺠﻬﺪ .
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺮﻭﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺠﺮّﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﻴﻨﺘﻨﺎ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻫﻮﻯ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻼ ﺑﻞ ﻣﺴﻜﻨﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻞ ﻫﺮﻭﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺑﺪ ﺃﻧﺖ ﻣﻼﻗﻴﻪ، ﻣﻬﻤﺎ ﻓﺮﺭﺕ ﻣﻨﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﺘﻪٍ، ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻚ ﺷﺎﺀ ﺫﻟﻚ ! [ 1 ]
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻞ ﺃﻳﺎﻣﻚ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻔﻖ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﺮﻙ؟
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻚ؟
_________________________
[ 1 ] ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻣﻘﺎﻝ : ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ – ﺩ . ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ :
ﻣﻮﻗﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ / ﻫﺪﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻨﻤﺮ